السبت، 5 أكتوبر 2013

صداقـــــــــــه حتى المــــــــــــــوت

أتحداك  أن تقرأ هذه القصة ولا تبكى....
صداقـــــــــــه حتى المــــــــــــــوت
قصه مؤثرة جداااااااااااااا



شيخ يروي قصة! ويقول: جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ...

لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ...

أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع …

وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر …

ولسانه لا يتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله …

هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً …بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب …

- إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب

- نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي …

سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه …

- إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم …

- كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً …

التحقنا بعمل واحد …تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين …

رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رزق ببنت وابن …

عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة …نذهب سوياً ونعود سوياً …

واليوم … توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء …

- يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا …

خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..

أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله …

انتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله …

لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلكَ اللحظة …

راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه …

أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه …

وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة …

أما الشاب فقد أحاط به أقاربه …

وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه …

سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو …

انصرف الجميع …

عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير …

وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت أتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته …

نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه …

تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً …

يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه …

يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كانَ يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء …

انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه …

ـ رددت بصوت مرتفع :كيف مات .. ؟!

- عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون …

- إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي …

قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه …

توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة …

لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً …

قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل …

أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من
قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً

خرجت من القبر ووقفت أدعو لهما : اللهم أغفر لهما و أرحمهما ، اللهم واجمع بينهما
في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...

هناك 3 تعليقات:

اجمل المشـــــاركات

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة